من حكايات الجبناء


من طريف ما يروى من حكايات الجبناء ما حكي عن أبي حية النميري -وكان جباناً- أنه كان له سيف ليس بينه وبين الخشب فرق وكان يسميه : "لعاب المنية" وقد سمع صوتاً في بيته فوقف قائلاً : أيها المغتر بنا المجترئ علينا بئس والله ما اخترت لنفسك ، خير قليل وسيف صقيل لعاب المنية الذي سمعت به، مشهورة صولته ولا تخاف نبوته ، اخرج بالعفو عنك لا أدخل بالعقوبة عليك ، إني والله إن أدع قيساً تملأ الفضاء عليك خيلاً ورجلاً ، سبحان الله ما أكثرها وأطيبها ، والله ما أنت ببعيد من تابعها والرسوب في تيار لجتها.


فهبت ريح ففتحت الباب فخرج كلب يشتد فاضطرب الرجل اضطراباً شديداً وتبادرت إليه نساء الحي يهدئن روعته ويقلن له : إنما هو كلب ، فجلس وهو يقول: الحمد لله الذي مسخك كلباً وكفاني حرباً.


وهكذا الجبان يقاتل في غير ميدان ، ويصول ويجول إذا شعر بالأمان ، أما عند المخاوف فإن قلبه يطير وعقله يطيش:


وإذا ما خلا الجبان بأرض     

طلب الطعن وحده والنزالا


فاللهم إنا نعوذ بك من الهم والحزن والعجز والكسل والجبن والبخل وغلبة الدَّيْن وقهر الرجال.

.

No comments:

Post a Comment

اكتب تعليق حول الموضوع

  جندي غربي إنساني يتكفل بطفلة مسلمة بعد أن قـ.ـتل والديها و دمـ.ـر مدينتها!!!!. أعتنق الباذنجان ثم أعتنق ما شئت من الأديان ... 👍 91 👎 20 ...

Search This Blog